تعتبر السياحة بولاية تيارت ضعيفة الى حد انها تكاد تنعدم في بعض الاحيان،لانشغال جميع الجهات المركزية وجهل اهالي المناطق الزاخرة بالاثار والمناظر الخلابة وطمر الاستثمار السياحي،وغياب القوانين الرادعة لانتهاك المحميات،وتطبيقها لحماية البيئة والمحيط،لتنمية قطاع السياحة.
سد الدحموني بسعة تقارب 40متر مكعب، باقصى الجهة الشرقية باتجاه بلدية السبعين بولاية تيارت،يحتوي بساط اخضر ساحر ومتميز لاستراتيجية موقعه،يشهد سنويا عملية تشجير تدعم بنيته التحتية التي تؤهله ليكون مشروعاً سياحياً استثمارياً،دون استفادة من البرامج الاستثمارية لدعم القطاع السياحي وحمايته. وعجز المكلفون من عمال ادارة السد والمشرفون للحفاظ على قطاع السياحة من حماية السد رغم المؤهلات التي يزخر بها،واختلاط اوراق السلطات المعنية بين مد وجزر،بين الفاعل والمفعول به والقطاع السياحي في المرجوحة،واختلاف سبل الربط والحل،بين ردع وصد،وما فيها من خرائط ومساحات خضراء حوت فسيلات في عيد الشجرة فقط وصحراء باقي السنة.
السد الذي يستقطب السياح...يؤول إلى الاندثار
يحوي سد الدحموني نوعين من اصناف السمك،سمك لاكاب تكون حمراء اللون ومصفحة،و الباربو يكون اسود اللون،ناهيك عن موقعه الاستراتيجي وبعده عن ضجيج المدينة حيث يبعد عن الولاية بحوالي ......كم،كلها مؤهلات تجلب السياح. واضاف مدير سد الدحموني ميهوبي عبد الباقي،ان السد له اهمية لتخصيصه للسقي الفلاحي بالدرجة الاولى خاصةً عند امتلائه 100بالمائة،وعملية التشجير من حوله تكون لحماية التربة من الانجراف،واعطائه نظرة وصورة جمالية له وللمحيط عامةً،خاصة ان المنطقة سياحية،كما انه يزود مناطق مجاورة عند امتلائه بفتح جهته الشرقية ليتدفق المنسوب الزائد من المياه. ثانياً ان السد يساهم في نمو الاشجار لضرورة عنصر المياه لاي كائن حي،ولخلق حزام واقي للسد اولاً ومنع الانجراف. وتشهد الفترة الربيعية انتعاشاً وانطلاقاً لموسم السياحة بالمنطقة والسد بصفة خاصة من ولايات مختلفة،المدية،تيسمسيلت، عين الدفلى،غيليزان.وعطل نهايات الاسبوع طول السنة،حيث يستغلها الزوار لالتقاط صور للتذكار والتمتع بالمناظر التي تاسر حواسهم وحسهم من خرير للمياه وزقزقة للعصافير وكانه غيض من فيض الجنة وتخليصهم من ضجيج المدن وتوتر العمل والضغوطات اليومية.
خراب محمية السد دليل فشل المشروع
غابة سد الدحموني غرست منذ سنة 1988 من طرف الجيش الوطني الشعبي،اصبحت غابة محمية بعد سنوات ومقصد للسياح والمارة،لكن الظروف التي تتعرض لها جعلت المحمية تتناقص من شجيراتها رغم استمرارية الحملات التشجيرية التي من المفروض تكون انماءاً،تطويراً وتوسيعاً للمساحات الخضراء بكل الامكانات والتقنيات التي تضمن لها البقاء. حيث ان مصالح محافظة الغابات مع هيئات امنية اخرى تقوم سنوياً بتسييج ضفاف المناطق بالاشجار لحمايتها من الانجراف والزوال على حد سواء،وبعد سنين طوال من الانتظار للنهوض بالقطاع الذي يزيد الثروة الوطنية وامثالها من القوانين والمناشير الصادرة لحماية القطاع وردع المخربين من قبل الجمعيات البيئية الرادعة لاغتصاب البساط الاخضر والبيئة. ليصبح سد الدحموني حلم لم يتحقق و كابوس يرهب ويرهق السلطات؟؟..الوصية. ويطرح السؤال نفسه من الفاعل؟من الغافل؟لماذا يوجد صنف وحيد من الشجر متوفر للغراسة السنوية بالمحمية؟هل يجبر الاقتصاد و الاستثمار الوطني تطوير وانماء ثروة على حساب اخرى؟هل من محض الصدفة ان يفر المعتدي من قبضة السلطات المعنية ام انها هي من وصلت الى درجة التسامح اللامتناهي واللامحدود؟وغيرها من الاسئلة التي تعيد طرح نفسها ولا تجد من يجيب عنها

معتدون فوق القانون و24 محضر قضائي خلال سنةّ
يشهد سد الدحموني سنويا حملات تشجيرية للغرس بهدف الحماية،رغم قلة الاصناف الا انها تتعرض للاقتلاع والاندثار،اي ان المنطقة تشجر سنويا وتندثر بلمح البصر،بلفظ آخر "ألذي حرثه الجمل يدكه"،وفي تصريح لمدير السد انه تم غرس اصناف اخرى بالمحمية كالكاليتوس،الزيتون حوالي 1300 شجرة ولكن تركيزهم على صنف الصنوبر الحلبي سنوياً لتحمله الظروف المناخية القاسية وغيرها من العوامل التي تتلف النبات. وحمل ذات المتحدث السيد مدير السد الموالين لرعيهم الجائر والعشوائي،الذي يكون على ضفاف و محيط السد،اكثر من ذلك فان تخريب الماشية لشجرة يعني انه انتهى المشروع والحلم المنتظر،ناهيك عن تلويث محيط السد بالاكياس البلاستيكية ،بقايا الافرشة،الالبسة،الأواني،...وغيرها من المواد الاستهلاكية،زد على ذلك السباحة التي يشهدها من قبل سكان المنطقة،والصيد العشوائي،والأدهى من ذلك مطالبة أهالي المنطقة بالأشجار قصد الغرس،لرميها على حواف الطرقات و..،لتستنزف الثروة النباتية والبيئية في صمت ومراى السلطات على يد اول مؤثر عليها ومتاثر بها.
بالرغم من التدخلات الدائمة والمستمرة من قبل اعوان ادارة حماية السد واتخاذ اجراءات ردعية لاحياء روح المسؤولية،لدرجة انهم سنوياً ينظمون ويعملون على ان تكون محاولات فردية مع الموالين،واستدعائهم من طرف مصالح حماية السدود لتوعيتهم لكن بدون جدوى،وناشد ذات المتحدث المسؤولين والسلطات المحلية لاستدراك الكارثة قبل ان يتفاقم الوضع،طالباً المساعدة لان السد مستثمرة فلاحية وسياحية لصالح المواطن والمنطقة والابتعاد كل البعد عن الشجيرة،الشجرة وضفاف السد.
نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية "السبعين" عجين الجيلالي:
"يجب التعاون لمنع الموالين من انتهاكه"
من جهة أخرى، رد عجين الجيلالي نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية السبعين،ومتحدث باسم السلطات المحلية للبلدية،قائلاً ان السد والمحمية ثروة غابية،ولمنع الموالين يجب ان يكون التعاون بين جميع الأطراف الأمنية من مصالح حماية الغابات،ادارة السد والدرك الوطني ..،ليكون البلاغ المقدم من قبل مدير السد ذا نتيجة ايجابية لوقف تجاوزات الموالين،حيث ان البلدية تتعب لتنظيف سد واحد فقط وتحتاج إلى سدين لإتمام العملية،ما يكبدها خسائر جمة والمحافظة على المحمية وسد الدحموني بصفة خاصة يجنب وزارة الموارد المائية والوكالة الوطنية للسدود الخسائر.


مركاتي نور الدين، رئيس اقليم الغابات لدائرة مهدية:
" وجهنا نداء إلى مدير السد والمحمية بعدم التردد بالاتصال بمصالح الغابات"
وكشف من جهته هو الاخر مركاتي نور الدين،رئيس اقليم الغابات لدائرة مهدية انهم يسهرون على حماية السد والمحمية ليلاً نهاراً، حيث اتخذوا سابقاً اجراءات قانونية و تقارير رفعت للعدالة بالنسبة للمعتدين على الثروة النباتية والمحمية ككل،حوالي 24 محضر قضائي على طاولة المحكمة خلال السنة2012الى 2013، والعدالة مكلفة باتخاذ الإجراءات الصارمة في حق القطاع، كما قام بتوجيه نداء إلى مدير السد والعاملين على مستوى السد والمحمية بعدم التردد بالاتصال بمصالح الغابات،خاصةً عند عصيان الرعاة والموالين لهم مشددا على عبارة "المصالح في الخدمة لا للراحة"،وختم حديثه بقوله ان مصالح الغابات هم الشجرة والشجرة هي الحياة.
----
يومية الحياة الجزائرية