أعلان الهيدر

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

الرئيسية الشغف بالحصان البربري لا يزال كبيرا بولايات شرق البلاد

الشغف بالحصان البربري لا يزال كبيرا بولايات شرق البلاد

يعد الحصان البربري  الذي يحظى بمكانة خاصة منذ القدم و الذي يستلهم اسمه من أمازيغ إفريقيا الشمالية  أحد أقدم و أجمل سلالات الخيول في العالم.ويظل هذا الجواد  الذي كانت تفضله الملكة كاهنة و القديس أوغستين و الذي كان

يتفاءل به بالخير الإسكندر الأكبر و عديد الشخصيات الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ  يثير اهتمام مربي الخيول بولايات الشرق الجزائري.ويعتبر المختصون في علم الإحاثة (علم يبحث عن البقايا المتحجرة للكائنات الحية) أن سلالة الحصان البربري  الذي يتميز بصلابته و قوة تحمله و قدراته الاستثنائية على الاستيعاب و الفهم  فريدة من نوعها  إذ أن سمعتها صنعت منذ فجر الإنسانية و توطدت علاقتها مع مئات المربين بولايات شرق البلاد الذين يعتبرون أن امتلاك حصان بربري يشكل عنصرا للهوية و مصدر فخر.وتشكل ترقية و تنمية و تجديد السلالة البربرية  -التي تعتبر مقوما حقيقا من التراث الوطني و جزءا لا يتجزأ من الهوية الجزائرية و نجما دون منازع للفنتازيا و رمزا للبراعة الحربية البربرية بامتياز و ترقية و تنمية و تجديد السلالة البربرية في الوقت الحالي و أكثر من أي وقت مضى-  واجبا و أيضا تحديا عزم مهنيو شعبة تربية الخيول و الشغوفون بهذا الحيوان النبيل على رفعه.

600 خيل بربري و عربي بربري يولدون سنويا في المتوسط بشرق البلاد

ومن أجل الحفاظ على سلالة الخيول و ترقية السلالة البربرية على وجه الخصوص بولايات شرق البلاد  حيث تتجذر بها تقاليد الفروسية بعمق  يكتسي التناسل "أهمية بالغة" بهذه المناطق و يشكل "إحدى المهام الرئيسية" للمعهد الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل  حسب ما أكده المدير الجهوي لهذا الديوان عبد العالي باش تارزي.ويضع المعهد الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل  الذي يوجد مقر مديريته العامة بتيارت في متناول الخواص من مزارعين أو مربين  أحصنة حتى يتمكنوا من ضمان توالد أحصنة صحية و قوية.ويؤكد ذات المسؤول بأن الحصان البربري يحظى بشعبية كبيرة بمناطق الكويف (تبسة) و المحمل (خنشلة) و بازر صخرة (سطيف) و بريكة (باتنة) و سدراتة (سوق أهراس) و المسيلة. فهو يعد "السلالة المطلوبة بكثرة" خلال موسم التزاوج  حسب ما أكده ذات المسؤول.وخلال هذه الفترة التي تتزامن مع فصل الربيع  يتم توزيع حوالي عشرين حصانا بربريا تابعا للديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل  بمعية فريق يتكون من بياطرة و تقنيين على وجه الخصوص  على المحطات الفرعية للديوان بولايات الشرق بهدف "تكاثر و تجديد السلالة البربرية و المحافظة على أصالتها"  حسب ما تم إيضاحه.واستنادا لمدير الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل  فإن الديوان الوطني يستعمل أيضا خيول المربين الخواص خلال موسم التزاوج.وتم الالتزام بعملية تحديد سلالة الحيوان و تسجيل الحصان من طرف تقنيي المعهد  قبل تسليم بطاقة تنظيمية للتزاوج لأصحاب الجياد و رخصة للتزاوج  حسب ما أضافه باش تارزي  الذي أشار إلى أن العملية تتم عادة ببريكة (باتنة) و العلمة (سطيف) و المسيلة و كذا بالمناطق التي عادة ما يكون فيها الحصان "محور الحياة العائلية".وبعد ولادة المهر يتم إصدار شهادة نسب و أخرى للترقيم و شهادة ميلاد من طرف الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل لصاحب المهر  مما يؤهله للحصول على منحة بقيمة 20 ألف د.ج المقررة كتشجيع للمربين الذين يسهرون على المحافظة على سلالة الحصان البربري.وعليه يتم تسجيل المهر الجديد بخصائصه و المعطيات الخاصة به و بوالديه في سجل أنساب الخيول لدى هذا الديوان  حسب ما أضافه ذات المسؤول  مؤكدا بأنه يولد سنويا ما معدله 600 مهر بين بربري وعربي بربري بمنطقة شرق البلاد.

معهد وطني لتنمية تربية الخيول  أفضل مسعى للمضي نحو الأمام

ولدى تطرقه لعالم الأحصنة المثير و لمختلف سلالاتها و خصائصها و مميزاتها  لم يخف المدير الجهوي للديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل رغبته في رؤية شعبة تربية الخيول تزدهر أكثر.ويقول باش تارزي بكل اقتناع بأن " تحويل المعهد الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل  الذي يعد حاليا مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري إلى معهد وطني  كفيل بتثمين الجهود المبذولة من أجل ترقية شعبة تربية الخيول عموما و البربري خصوصا".وبعد أن أكد ذات المسؤول بأنه تم توجيه طلب في هذا الاتجاه من طرف الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية  أضاف بأن معهدا وطنيا مدعما من ميزانية الدولة من شأنه تعزيز"الاهتمام المتزايد من أجل ترقية شعبة تربية الخيول و تأطير أفضل للعمل الجاد من أجل ترقية الحصان البربري".و بعد أن ذكر بأن الجواد البربري يعد "سفيرا" على اعتبار أنه ساهم عن طريق التزاوج في خلق عديد سلالات الخيول على غرار الخيل الإنجليزي الأصيل و الأندلسي و موستانغ الأمريكي على وجه الخصوص  تطرق المدير الجهوي لهذا الديوان للمبادرة المتعلقة باحتضان الديوان منذ 2008 لناد خاص للفروسية كمسعى من أجل حث الشباب على ممارسة رياضة نبيلة وهي الفروسية و الترويض  وهما  كما قال  "المجالان اللذان بإمكان الخيل البربري التألق فيهما على الصعيد الدولي".وتم مؤخرا نقل مقر الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول و الإبل الذي كان متواجدا بسيدي مبروك إلى موقع آخر بمفترق الطرق الأربعة بين المدينة الجديدة علي منجلي و بلدية الخروب. ويحتاج المقر الجديد للخضوع لعدة أشغال من أجل تكييفه أكثر مع مهمة تنمية و تحديث شعبة تربية الخيول إلا أن الطموح يبقى  حسب ما أضافه باش تارزي  "كبيرا من أجل تثمين سلالة خيول أسرت أباطرة و ملوك و أمراء و قديسين."

الحصان البربري  مسار طويل و مثير للإعجاب أيضا

ويروي المؤرخون بأن سلالة الحصان البربري التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3 آلاف سنة و التي عكف على تربيتها منذ القدم لأغراض العمل و الصيد و الفنتازيا و الحرب  هي سلالة لا تضاهيها سلالة خيل أخرى من حيث تاريخها الطويل و مشوارها الحافل بالإنجازات.فالحصان البربري كان وراء تتويج ماستانابال و هو ابن ماسينيسا و والد يوغرطة في دورة ألعاب أثينا الأولمبية ب4 أوسمة منذ آلاف السنين. و كان هذا الجواد النبيل "مصدر قلق حقيقي" للرومان الذين كانوا يدركون أداءه الجيد و يخشون هجوماته في ساحات الوغى.ويذكر التاريخ أيضا بأن هؤلاء الرومان كانوا "يستوردون"من مملكة قرطاج خيولا بربرية حربية تساعدهم في غزواتهم  حيث أن خيالة الأمير عبد القادر الذي قاوم قوات الاحتلال كانت تتكون أساسا من جياد بربرية.وخلال الأحداث التاريخية الكبرى  رافق الجواد البربري المسلمين الذين قدموا من المشرق في فتحهم لإسبانيا  كما اجتاز المحيط الأطلنطي ليكون وراء بروز سلالات خيول جديدة عمرت العالم الجديد.وقد امتطت الجيوش النابوليونية أحصنة بربرية في جميع حملاتها العسكرية.فخلال الحرب العالمية 1914-1918  خاض هذا الحصان النبيل معركة حاسمة بمقدونيا.و خلال الحرب العالمية الثانية أعاد هذا الحصان  الذي لا مثيل له  الكرة و وصل بكتيبة ألمانية إلى أبواب موسكو فيما عجزت سلالات أخرى عن فعل ذلك.وفي سنة 1975 شكل الحصان البربري الرائع "وصال" الذي كان هدية الرئيس هوادري بومدين للرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان فرصة لإعادة بعث سجل النسب الخاص بسلالة الحصان البربري بفرنسا و ذلك بعد أن تم إلغاؤه في 1962.

----

نقلا عن يومية " الإتحاد " الجزائرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.